الأحد، 13 فبراير 2011

لؤي عمران يكتب: دعوة لتوثيق التاريخ و تمهيد الدستور



هل تعلم أنه أثناء فعاليات المهرجان الذي أثمرته الثورة المصرية الخالدة أنه تم إنصهار خلاصة النخبة من الشعب المصري الضارب في الخبرة الإنسانية إلى أعماق التاريخ لتلد فلسفة يتحول عندها مسار التاريخ؟! هل تعلم أن ما حدث و يسمونه البعض ثورة الشباب عبثاً هو في الحقيقة حركة الشباب كوقود باعث على النور أيقذت ثورة من نخبة الشعب المصري من كل الطبقات و الأطياف فإنطلقت كفراشات الحرية و جعلت من هذا النور قبلة تتجمع حولها و حرماً تحج إليه و دينا تتحرك به و تقتدي؟ هل تعلم أن مصر هي أول من أهدى البشرية مفاهيم التراث الأخلاقي و بذور الضمير؟
هل تعلم أني سعيد الحظ بأن عاصرت هذه التجربة من يومها الأول (25 يناير) و حتي الدقيقة التي أكتب فيها هذه الكلمة في هذا السطر في هذا المقال لأنني إكتشفت من خلال بعض من تحاورت معهم و ظننت عبثاً أنهم من بسطاء الناس أنه يوجد في ثنايا كلماتهم ما ينوؤ عن عقول العلماء الذين أثروا الإنسانية على مر التاريخ؟
هل تعلم أن الحوار المستمر بين نخبة شرائح و طوائف الشعب المصري حالياَ و منذ الخامس و العشرين من يناير تعد وثبة إلى المستقبل تقدر بآلاف السنين؟!
 لو علمت ما تعلمته أنا و يعلمه الآن غالبية من عايشوا هذه التجربة و تجرعوها و هم كثر، لوافقت على المقترحات الآتية:
أولاً: نداء عاجل إلى كل من يتشاركون مسؤولية القرار لإعداد الدستور المصري بأن يجب كتابة دستور جديد يعبر عن رؤى و طموحات تلك المرحلة الجديدة المشرقة. على أن يكون لذلك الدستور تمهيداً لا يقتصر وضعه على فريق من خبراء الدستور في مصر فحسب بل  يتضمن كافة علماء مصر (حتى من قضى منهم من خلال أبحاثه مثل مؤلفات العالم الكبير د. جمال حمدان) في شتى المجالات التاريخية و الجغرافية و السياسية إلخ. و أن تكون مهمة هؤلاء المشاركة في كتابة تمهيد دستور مصر و الذي يشرح شخصية مصر و رسالتها تجاه أبناءها و البشرية جمعاء و ذلك في سطور محدودة و هذا عمل غاية في التعقيد و كأنه بناء هرم جديد. و أن يكون هذا التمهيد بمثابة ميثاق و جزؤ لا يتجزأ يشتق منه و يعبر عنه كل مواد الدستور.
ثانياً: إنشاء متحف للثورة المصرية يحتوي على قاعة خاصة للشهداء و يعرض فيه كافة مستندات و مقتنيات هذه التجربة و به قاعة إحتفالات يكرم فيها سنوياً النخبة من البشر الذين أثروا البشرية من كافة بلاد العالم و في شتى المجالات كما هو الحال في جائزة نوبل. . و أرجح أن يكون مقر هذا المتحف هو نفس المتحف المصري الحالي و الذي من المقدر نقل محتوياته إلى المبنى الجديد بجوار أهرامات الجيزة. و السبب وراء ترجيحي هذا ما قدمه شهداء و جرحى الثورة من تضحيات لحماية هذا المتحف من السرقات و النهب تكرارا و على يد بلطجية النظام المصري السابق و بالذات يوم الأربعاء 2 فبراير. وهو أقل تقدير لمن دافعوا بدمائهم و أرواحهم عن ماضي مصر و حاضرها و مستقبلها.
ثالثاً: أن يتم طرح مسابقة بين المعماريين المصريين لتصميم نصب تذكاري يتوسط ميدان التحرير تخليداً لأرواح شهداء مصر الذين سقطوا في أعظم معاركها و هي ثورة 25 يناير.
أرجو من كل من قرأ هذا المقال و إقتنع بجدوى تلك المقترحات أن يساعدني على بلورتها و نشرها بين أفراد الشعب المصري حتي نوثق ما حدث و نخلده إقتداءً بأجدادنا الفراعنة الذين أشرق من على أرضهم فجر التاريخ ليسطع نوره خلوداً و حضارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق